30 يونيو.. يوم استعادة الهوية

الإثنين، 01 يوليو 2024 01:33 م
30 يونيو.. يوم استعادة الهوية
عصام الشريف

 
لم يكن يوما عاديا في تاريخ مصر الحديث، فهو يفصل بين حقبة كادت تتحول مصر فيها إلى دولة دينية مضطربة، لتلحق بالعديد من دول الجوار المشتعلة الأحداث فيها وسط إقليمنا الملتهب، وحقبة استعادت مصر فيها هويتها في 30 يونيو 2013.
 
من المؤكد أن الأمر ليس فيه مبالغة حينما نقول ذلك، فقد كادت مصر أن تنزلق الى حرب أهلية وحالة اضطراب وتردي اجتماعي، ومن عاش هذه الفترة يتذكر جيدا كيف كانت المشاجرات تنشب بين الناس وداخل العائلة الواحدة بسبب السياسة والتحزبات، وذلك للمرة الأولى، وكيف كانت حالة الاحتقان موجودة في المجتمع بشكل عام.
 
كما تصدت ثورة يونيو لمخطط خبيث، سقطت فيه دول بالفعل- وأريد تكراره في مصر برعاية أطراف دولية كانت تدير المشهد من خلف أو بالتعاون مع جماعة الأخوان، وبالطبع لا يغيب عن هذا المخطط أمريكا وإسرائيل، وكان الهدف تحويل مصر لنسخة من أحد دول الجوار المشتعلة الأحداث فيها.
 
ولم يكن هذا اليوم سوى البداية لتأكيد صلابة الدولة المصرية وتلاحم شعبها لخوض معركة التطهير من الإرهاب والأفكار المتطرفة، ولا ننسى جمعة التفويض وخروج الملايين، وهي في تقديري جمعة الدفاع عن الهوية، ومعركة الدبلوماسية المصرية لإعادة مصر لمكانتها ودورها التاريخي ، وانتهت بعودة مصر بقوة إلى المحافل الدولية والإقليمية، لكن بحجم أكبر وبدور أعمق وأيضا بصوت أعلى، فضلا عن تمتع السياسة الخارجية لمصر بالقوى الناعمة والصلبة معا.
 
في النهاية قد نواجه بعض الأزمات وقد نختلف في أحد المحطات، لكن علينا ألا ننسى أنا وقفنا يوما في الخندق نفسه ضد محاولة اختطاف الوطن من قوى الظلام، وأفشلناها معا يدا بيد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق